حسنًا، دعوني أخبركم عن هذا المشروع الصغير الذي بدأناه منذ فترة. كنا نحاول ترميم قاعة المجتمع القديمة، لنجعلها مناسبة للأطفال، أليس كذلك؟ وكانت الفكرة الرئيسية تركيب أرضية مناسبة لملعب كرة السلة. اخترنا خشب الزان، الذي بدا رائعًا في الصور، بأجواء رياضية كلاسيكية.
إذن، استلمنا أرضيات الزان. أكوامٌ منها. بدت رائعة، ورائحتها كرائحة الخشب الطازج. كان الجميع متحمسًا. بدأنا بتجهيز القاعدة الخرسانية القديمة، وفكرنا أن كل ما نحتاجه هو تسويتها ورص الخشب فوقها. كنا مترددين بعض الشيء، أعترف بذلك.
كان وضع الصفوف الأولى من خشب الزان شعورًا رائعًا، وكأنه تقدم حقيقي. ولكن بعد ذلك، جاء أحد اللاعبين الأكبر سنًا ممن اعتادوا اللعب منذ زمن. ألقى نظرة سريعة، وداس عليه قليلًا، وقال: “يبدو الأمر… باهتًا، أليس كذلك؟ أين المرونة؟” هذا دفعنا للتفكير. كنا منشغلين جدًا بطبقة خشب الزان العلوية اللامعة، ولم نفكر جيدًا في الجزء السفلي. امتصاص الصدمات ، والمرونة التي تحتاجها كرة السلة.
اتضح أن مجرد وضع خشب الزان مباشرة على الخرسانة لم يكن الحل الأمثل. بل يتطلب نظامًا تحته. يُطلق عليه البعض اسم “العوارض”، بينما يُطلق عليه آخرون اسم “الوسائد المرنة”، وهناك طرق مختلفة للقيام بذلك. باختصار، تحتاج إلى شيء يوفر مساحةً كافيةً ويستخدم موادًا تتحمل الصدمات. هذه هي “الوسادة” الحقيقية في الأرضيات الرياضية، وليس الخشب نفسه فحسب. لم يكن الأمر يتعلق بوسائد مقاعد حقيقية، مع أننا احتجنا إليها لاحقًا أيضًا، ههه. بل كان الأمر يتعلق بتوسيد الأرضية نفسها .
كان علينا التوقف. نقاشٌ طويل. هل لدينا الميزانية الكافية لنظام أرضية سفلية مبطن مناسب؟ كان الأمر يتطلب المزيد من المال، والمزيد من العمل. أراد البعض المضي قدمًا، والقول إنه “جيد بما فيه الكفاية”. لكن تعليق ذلك الرجل الأكبر سنًا ظل عالقًا في ذهني. الأرضية الصلبة قاسية على الركبتين، وخاصةً لكرة السلة.
في النهاية، جمعنا بعض المال وقررنا تركيب نظام وسادات أساسي أسفل خشب الزان. لم يكن نظامًا احترافيًا من الطراز الأول، لكنه كان أفضل بكثير من لا شيء.
وهذا ما فعلناه بشكل أساسي:
- رفعنا الصفوف القليلة التي كنا قد رتبناها. كان الأمر بمثابة انتكاسة، وشعرنا بالإحباط.
- تم تنظيف القاعدة الخرسانية مرة أخرى.
- ضع هذه الطبقة من الفوط المطاطية على فترات متباعدة.
- ثم وضعنا شرائح خشبية، مثل الدعامات الصغيرة، فوق الوسادات.
- وأخيرًا، بدأنا بتثبيت ألواح الأرضيات المصنوعة من خشب الزان على تلك العوارض الخشبية.
استغرق وقتًا أطول، وكلف أكثر، وكان بالتأكيد أكثر تعقيدًا. ولكن عندما انتهينا؟ كان الشعور مختلفًا تمامًا . شعرت بانحناء طفيف تحت قدمي. لم يكن مرنًا جدًا، ولكنه كافٍ. لم يعد مجرد خشب صلب؛ بل كان أشبه بسطح رياضي مثالي.
بالنظر إلى الماضي، علمني هذا الأمر برمته الكثير. ترى أرضية خشب الزان الجميلة، تبدو بسيطة. لكن الجزء المهم، الجزء الذي يجعلها مناسبة للرياضة، “الوسادة”، مخفي بالكامل تحتها. من السهل إغفاله إذا ركزت فقط على السطح. سعيد لأننا خصصنا وقتًا لترتيبه. لقد أحدث فرقًا حقيقيًا لجميع مستخدمي هذا الملعب.
